منهجية القرآن المعرفية: أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية – محمد ابو القاسم حاج حمد (1942-2004)

المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد

أسلمة المعرفة تعني فك الارتباط بن الانجاز العلمي الحضاري البشري رالاحالات الفلسفبة الوضعية بأشكالها المختلفة، واعادة توظيف هذه العلوم لصمن ناظم منهجي ومعرفي ديني -غير وضعي فها استيعاب وتجاوز يؤدي لمفهوم مختلف، فأسلمة المعرفة تعني أسلمة العلم التطبيقي والقواعد العلمية ابضا وذلك بفهم التماثل بين قوانين العلوم الطبيعية وقوانين الوجود المركبة على اساسها القيم الدينية نفسها. وبذلك تتم أسدمة الاحالات الفلسفية للنظريات العلمية بحيث تنفي عنها البعد الوضعي وتعيد صياغتها ضمن بعدها الكوني الذي بغضمن الغائية الالهية في الوجود والحركة. وهذا تأطير معرفي ومنهجي لا تطلبه ضرورات الايمان لدى المسلم فقط ولكن لكل المؤمين بالله في العالم، فليس الامر مجرد خلاف حول مباحث علمية معينة بوجه مقولات علم الاجتماع أو الاناسة أو التطورية المادية مثلا، فالأسلمة تخوض معركتها في عمق المضمون الحضاري الذي تأول هذه الأسس العلمية تأويلا وضعانيا وماديا فأضفى عليها فصورا مناقضا لاصولها التكوينية، فلابد من اعادة فهم مدلولات القوانين الطبيعية نفسها.

ان الأسلمة ليست مجرد (اضافة) عبارات دينية الى مباحث علم النفس والاجتماع والاناسة وغبره، بأن نتمد آيات فرآنية ملائمة لموضوعات العلم المقصود أسلمته، وحتى الذين فهموا الأسلمة بهذا المعنى انما جعلوا انفهم

هدفا لسخرية الاخربن فحق عليهم القول بأنهم يحاولون احتواء الحضارة العالمية الزاحفة احتواء سلبيا من موقع الدفاع العاجز من بعد فشل فكر المقارنات والمقاربات فالأسلمة لبست اضافة وانما «اعادة صباغة منهجية ومعرفية» للعلوم وقوانينها، فأي محاولة لأسلمة هذه العلوم لا تستند الى ضابط منهجي كلي ومعرفي بذات الوقت لن تؤدي إلاً الى تشويه الهدف من الأسلمة.

وقد يبدو للبعض ان القول بأسلمة المعرفة هو من قبيل سحب الانتماء الذاتي للدين على كافة الموضوعات بغض النظر عن عموميتها العالمية وذلك لشرعنة الانجاز الحضاري البشري ,أيا كانت مصادره -واستلابه دينيا، أي بمنطق الاحتواء اللاهوني الشكلي واللفظي.

ويتمد هذا التصور دلالته في اتهام (أسلمة المعرفة) من الهايات المأساوية لفكر (المقاربات) الديني الذي ساد بداية مرحلة عصر النهضة تحت ضغط الحضارة الاوروبية، حيسث تمت مقاربة الاشتراكية بالعدالة الاجتماعية في الاسلام، ومقاربة الثورى بالدستورية النبابية ومقاربة مفهوم التفدم بالتمدن . وكذلك النهاية المأساوية لفكر (المقارنات) حين عقد المقارنة بين المرأة في الاسلام مثلا والمرأة في الغرب .

قريبا نشر هذا الكتاب

Leave A Comment